السبت، 5 ديسمبر 2009

لعنة الفيس بوك


حقيقة لا أذكر متى سمعت عن هذا الكائن الأسطوري الذي ظهر فجأة من بين الغمام و خرج علينا من ظلمات القبور و أطل علينا من بين خصاص نافذة منزل مهجور....عن هذا المدعو الفيس بوك أتحدث
كثيرا ما أتسائل...ما الذي نجنيه من مثل هذا الفيس بوك...و ما سر نجاحه الذي فاق كل الحدود...هل هو بالفعل يستحق هذا النجاح الساحق أم لأنها "بتيجي مع الهبل دبل".. لا أعلم يقينا النفع الذي يعود على المرء من ولوج مثل هذا الموقع...أنا شخصيا حاولت كثيرا و اجتهدت مرارا و تكرارا و في كل مرة أخرج بنفس النتيجة ألا وهي "هذا الموقع ابن هبلة معفن ملوش لازمه ف الدنيا"...و هي نتيجة توصل إليها الجميع و أقر بها...

صراحة لم استفد من هذا الفيس بوك سوى في الدراسة... فأبناء دفعتنا و ما أكثرهم على الفيس بوك بذلوا كل غال و نفيس من أجل تعميم الفائدة على الجميع...فتناقلنا صور الأشعة و شروح رسم القلب و شيتات حالات المرضى و كدنا نطالب إدارة الكلية بأن توفر على نفسها تكاليف اللجان و يصير الامتحان فيس بوكيا خالصا...
صراحة استفادة قصوى حققها لنا الأخ فيس بوك في تبادل المنفعة الطبية إلى أقصى المتاح...و إني لأتسائل كيف درس الناس الطب قبل الفيس بوك...إني لأرى أوسلر يبكي لأنه لم يدرس الطب على الفيس بوك بينما كوخ يعلن أنه لا يعلم سوى قشور القشور أما هالستيد فقد اعترف بأنه لم يمارس الطب نهائيا...

هذه هي النقطة الإيجابية الوحيده لهذا الموقع أما سلبياته فلا تعد و لا تحصى...تفاهة و تفاهة و تفاهة...تلك هي الكلمة السحرية التي توصف هذا الموقع...و قد قلت من قبل أن الفيس بوك هو عالم التفاهة المقننة...قل شيئا على غرار " أنا عاوز أنااااااااااااام" و انتظر عشرات التعليقات على حكمتك المقدسة...و قل شيئا من إبداعات ماركيز أو عصارة أفكار مصطفى محمود أو أساطير نزار و انتظر أن فلان فلاني لايك ات و ذلك فقط مجاملة لك... حينما ترى ذلك يا صديقي ألا تلعن الفيس بوك...

نترك الستاتوس فهي ف النهاية جرائم فردية يحاسب عليها مرتكبوها و شركائهم...لكن الكويزات و الأسئلة التي تحمل إلينا خلاصة افكار الأمم و تراث الحضارات فهي الإثم الأعظم لهذا الموقع... فهي الهيافة و التفاهة و العبط مجسدا...هل انت كويس...هل انت ابن ناس...هل انت ابن كلب...كلها أسئلة مقبولة نوعا...حتى يأتيك صديقي ذكري النوع و الجنس السؤال الأروع و الذي يقول " إذا عرض عليك محمود الزواج فهل تقبل؟" ..من ثم يحمر وجهك خجلا و تقول "يوه بئه...متكسفونيش...الله"...
مممممم

النوتيفيكاشن هي نقطة إيجابية أخرى تحسب لهذا الموقع تعفيك من فحص بريدك الألكتروني كل حين...لكنها أيضا موصومة بالعيب...خاصة حينما ترتكب الذنب الأكبر و تعلق على شئ ما...من ثم تتحمل تبعات هذا الإثم و يأتيك مائة نوتيفيكاشن لا يخصوك في شئ فقط ليخبرك بأنك لست وحدك و أن هناك آخرون ارتكبوا مثلك نفس الإثم فلا تبتئس....
لن أتحدث عن تلك النوتيفيكاشنات التي تتحدث عن البوكر و حروب المافيا و عن المقهى الذي افتتحته و يأكل فيه الناس و يتركوا لك مالا تقاتل من أجل الحصول عليه فلا تجده أبدا...

الجروبات....من يدخل بروفايلي يجد عندي ما يقرب من 500 دعوة للانضمام لجروبات لأشياء مختلفة الهدف و أنا لم أجب هذه الدعوات بعد....و لكن ليس للتكبر لا سمح الله إنما لإني لا أعرف ما الهدف الحقيقي وراء هذه الجروبات...جروب ضد التوريث...جروب مع التوريث...جروب بنحبك يا مصر...جروب ملعون ابوكي يا جزاير...جروب أبو تريكه نجم الجيل...جروب أغنية رامي جمال الجديدة "مين رامي جمال ده"...جروب عاوزين البرادعي رئيسا لمصر...و غيرهم
هذا الجروب الأخير استوقفني برهة هو و جروب عاوزين زويل لنفس الغرض...و فكرت جديا بعد مشاهدتهم أن اطلق جروب عاوزين جمعه البواب رئيسا لمصر فكفاءته السياسية لن تختلف بأي حال من الأحوال عن كفاءة زويل أو البرادعي الذي اعتقد على حد علمي الضحل أنهم في البداية و النهاية ع ل م ا ء...

جروبات أخرى استوقفتني و هي الجروبات الإسلامية...جروب لنصرة الإسلام...جروب لنصرة الرسول صلى الله عليه و سلم...جروب بنحب الصلاة...و هي جروبات تضايقني بشدة ...هل الإسلام يحتاج إلى جروبات تافهة لنصرته...و أين الرجال الأشداء المتوجب عليه نصرته على أرض الواقع...و هل حب رسول الله "ص" يحتاج إلى جروب لإثباته...إن هذا الموقع لا يعد سوى كونه لعبة من اللعب و أقحام الإسلام بها في رأيي هو مساس بالمقدسات لإن مثل هذه الجروبات لا تعني شيئا سوى الهبوط ب المعتقدات إلى طبقات ادنى لن تجني من وراءها شيئا...بالله عليكم ما الهدف من مثل هذه الجروبات...نعم أحب أن نتشارك آراءنا الدينية بحرية تامة و صفحة الأستاذ عمرو خالد من أروع ما يمكن و قد تكون هي السبب الوحيد لبقائي في هذا الموقع و هي بالفعل تقدم أشياء قيمة جدا لها نفعها و ليست أبدا مثل هذه الجروبات...
أرى المستشرقين يصححون أخطائهم و يثبتوا في مؤرخاتهم " عذرا...إن الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما زعمنا...إنما انتشر عن طريق الفيس بوك"...و الله تهريج...

شئ أخير قبل الختام....للفيس بوك ضرر آخر خفي بعض الشئ...ألا و هو الأطفال...منذ فترة قبل شهرين... و كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل...كنت في إحدى المطاعم الهادئة نسبيا...و على مقربة مني جلس طفلان يتحدثان...أعمارهم لم تتجاوز العاشرة بأي حال من الأحوال...أحدهم يحدث الآخر عن الفيس بوك...و يعدد في مزاياه و في الألعاب التي يلعبها فيه و الأصدقاء الذي تعرف إليهم...و إلى هنا و الحديث عادي...لكن ما استوقفني بشدة قول الفتى " بس ايه ياله...الفيس بوك ده كله حريم ايه...تقدر تتعرف على اي واحده و كلهم ايه ياض..مزز مزز مزز"...يا نهار أسود....هذا الولد لم يتجاوز العاشرة كما أقررت...و هو السن الذي لو عرض عليا فيه قضاء ليلة مع مونيكا بيلوتشي بكامل فتنتها او لعب مباراتين بالبلاي ستيشن لاخترت البلاي ستيشن بلا تردد...إذن هل ننتظر جيل من الشباب أكثر فسادا من الحالي...

سيسألني البعض سؤالا بليغا " طب لما انت كاره الفيس بوك كده...قاعد فيه و قارفنا ليه؟"...و هو سؤال وجيه جدا...لكني أعتقد ان هناك قوى نفسية أكبر من طاقتنا و إرادتنا...قوى تسيطر علينا و تتحكم فينا و تبعدناعن الحق...قوى تؤرقنا و تقض مضاجعنا ألا و هي شهوة الشهرة و لفت الأنظار إلينا...و هي ما يحققه الفيس بوك بسهولة تامة حتى لمعدومي الموهبة

أخيرا إن كانت هناك مزية و لو واحدة لهذا الموقع..فهي أنتم أصدقائي الأعزاء...عن حق أنتم المكسب الوحيد...

دمتم بكل خير

الجمعة، 5 يونيو 2009

إبراهيم الأبيض


بمجرد خروجك من السينما قد لا تتذكر حدث محدد في ذهنك من أحداث فيلم إبراهيم الأبيض....لكن سيدور في ذهنك جملة واحدة فقط...ماذا يريد صناع الفيلم قوله؟....بتفكير شديد قد لا تتوصل لنتيجة محددة...و كلام صناع الفيلم عن قضية العشوائيات و العالم السفلي للعاصمة و مواجهة البلطجة و قوانين الأزقة حيث السلاح الأبيض هو صاحب الكلمة...كلام اعتقد انه دخيل على الفيلم....قد تكون تلك فعلا هي قضية الفيلم لكنها قضية فقط...و لم نشاهد حلولا من أي نوع...و هي أساسا ليست مهمة الفن....الفن يعرض قضايا و ليس مطالب أبدا بالبحث عن حلول فورية لمشاكل ضربت جزورها في تربة المجتمع المصري منذ سنوات....
على العموم أنا لا أحلل قضية الفيلم أيا كان و لا الرسالة المحمولة من صناعه...أنا هنا لأحلل عناصر الفيلم كفيلم....

الفيلم إنتاج سخي لشركة جود نيوز و ده لينك الموقع الرسمي لفيلم إبراهيم الأبيض

يبدأ الفيلم بمشهد مزعج نوعا ما...مشهد مليئ بالصراخ و العنف و الدماء....و للأسف تستمر تلك الحالة لأكثر من ربع ساعة كاملة...نعم لن تمل...لكنك بالفعل ستزعج....عنف مبرر و غير مبرر في كثير من الأحيان....نعم لا قتلى...لكن دماء متناثره في كل صوب و تأوهات ذكورية و صرخات أنثوية و صخب وضوضاء يحسم كل ذلك ظهور المتوهج كعادته محمود عبد العزيز...تطور أحداث الفيلم يحدث بسرعة غريبة قد لا تتمكن معها من فهم الأحداث بالشكل الصحيح...و يغفل السيناريو عن تقديم مبررات عديده للتطور...لكن الإيقاع السريع المفروض على المخرج هو ما دفعه لذلك....
الفيلم رغم عنفه الشديد و دمويته التي لا يمكن إنكارها....إلا أنه يحمل رومانسية عجيبة قد تتعجب من وجودها في قلوب تلك النفوس الشرسة و الشريرة....قصة حب من جانب إبراهيم "أحمد السقا" و حورية "هند صبري"....و طرف ثالث يذوب عشقا في حورية و هو العجوز عبد الملك زرزور " محمود عبد العزيز".....أحداث كثيرة و تطورات مدسوسة بعض الشئ لكن الفيلم في مجمله جيد... و سبب نقص الجمال في الفيلم كان القصة الأصلية و ليس السيناريو و لا الحوار الرائع اللهم إلا في بعض المواضع التي طال فيها الحوار في بعض المشاهد بلا داع....لكنك تستمتع بالفعل بكادرات سامح سليم المبهرة و الصعبة بالفعل...و موسيقى هشام نزيه المتميزة جدا كعادته دائما....و إخراج مروان حامد كان أقوى بكثير من فيلمه الأول عمارة يعقوبيان رغم أن الأخير أفضل من فيلم اليوم....أجمل ما في الفيلم مشهد النهاية الرااااااااائع إلى أقصى حد....و جملة بعتني يا عشري "عمرو واكد" و رغم أن عشري بالفعل خان إبراهيم إلا أنك ترى حب إبراهيم لصديقه الصدوق يتجلى لحظة موته -عشري- على يد أعوان زرزور...ثم أجمل لقطات الفيلم بلا منازع مشهد موت حورية و إبراهيم و هو مشهد بالفعل يغفر للفيلم أي شئ سيئ مر به...مشهد النهاية بالفعل من أروع النهايات التي طالعتها في حياتي....و إبراهيم الأبيض لا يدع لك مجالا لحبه او للشفقة عليه و هذا من إيجابيات الفيلم الرائعة على عكس تيتو الذي يجعلك تبكي على بطل هو في الأصل قاتل و مجرم....و مشهد النهاية حمل كل عناصر النجاح من إخراج رائع و تصوير "3كاميرات" و موسيقى في مكانها الصحيح و أداء تمثيلي رائع ....
في النهاية إبراهيم الأبيض...فيلم قد لا تستمتع به...لكنه يستحق المشاهدة
و مشهد النهاية....غارق في الدموية...غارق في الرومانسية...

أبطال الفيلم:-
أحمد السقا " إبراهيم الأبيض":- على الرغم من أن احمد السقا لم يخرج كل طاقته التمثيلية طوال أحداث الفيلم...إلا أنه في مشهد النهاية الرائع غفر له الكثير بالفعل....مشهد أبدع فيه السقا بحق...

محمود عبد العزيز " عبد الملك زرزور":- كالعادة الخبرة تتفوق على كل شئ....خبرة بالفعل...عبقري تمثيل يلعب دوره بهدوء و بحكمة...و استعين بالفعل بكلمة الجميلة منى الشاذلي أنه ذكرنا بمارلين براندو في الأب الروحي....محمود عبد العزيز أدى دورا قد يصعب على الكثيرين تأديته....أستاذ يعرف متى ينفعل و متى يتحتم عليه الهدوء....محمود عبد العزيز...انت الكنج..

هند صبري " حورية":- رغم اقتناعي الشديد بموهبة هند الفطرية الفزة...إلا إنها لم تعجبني في هذا الفيلم...اتسم أداءها بالعصبية بعض الشئ و الصوت العالي حتى في لحظات رومانسيتها...لكن هند قدمت دورا لا بأس به لكنه أوفر شويه...نعم الشخصية قد تتطلب بعضا من ذلك او كثيرا من ذلك...لكنها بالتأكيد لا تتطلب كل ذلك....

عمرو واكد " عشري":- من الممكن أن اسهب و امط و اعيد و ازيد...لكني لن أوفي عمرو حقه الأدبي أبدا...يكفي أن أقول لعمرو...الوحيد الذي يستحق العلامة الكاملة هو أنت...10\10 يا عمرو يا واكد...

نضال الشافعي " غنام" :- دور جيد رغم صغر مساحته.... و لا أعرف أهمية لوجود فرح يوسف "نرجس" في الفيلم...

في ناس لعبت دورها بإتقان شديد انا معرفش اساميهم الحقيقية بس هما عملوا ادوار فعلا حلوه...اساميهم في الفيلم كانت سراج و الجارحي و واحد كمان انا مش فاكره...

ظهور خاص جدا و مهم للفنانة حنان ترك...وهي فنانة بالفعل و قرار حجابها جه في قمة توهجها الفني
إلى جانب باسم السمرة في مشهد وحيد و سوسن بدر في دور شرير بالفعل لأم حورية و سمير المعاق ذهنيا...

صناع الفيلم:-
مروان حامد" إخراج":- كالعادة تثبت إنك على الطريق الصحيح...من فيلم للآخر تصعد نحو عنان السماء...مخرج متميز يجيد التقاط الكادرات و يبدع في توجيه الأبطال....انت رائع بالفعل...

عباس أبو الحسن" سيناريست":- أعجبني الحوار جدا و كذلك السيناريو مدهش...لكن القصة لم ترق إلى بشكل عام...لكنك أيضا على الطريق الصحيح فاستمر...

سامح سليم "مدير تصوير":- كلامي لن يوفيك حقك....أبدعت في تصوير فيلم صعب للغاية...كادرات هي الأروع و حركة ميقاتية رائعة للكاميرا...يعرف متى يسرع و متى يهبط بالإيقاع...تحكم جميل في ريتم الفيلم عن طريق الكاميرا...برافو يا سامح...

هشام نزيه" موسيقى":- بالفعل هشام نزيه على الطريق الملكي لقمة المجد...حرامية في كي جي تو و الساحر و الأبواب المغلقة و تيتو و حتى أغنية نص حاله لأصالة...كل ده بيأكد نجوميته...و إبراهيم الأبيض انطلاقة لأوسع أبواب المجد....موسيقى ساحرة محسوبة بدقة و - عارفه هي محطوطه فين-...بجد هشام نزيه ده عشقي من زمان...

بقى أن أقول...أن على المشاهد أن يتابع الفن للفن و ليس فقط لأقتناص العيوب و لا لتصيد الأخطاء و لا للبحث عن رسالة ما..

فيلم إبراهيم الأبيض...فيلم يستحق المشاهدة...

*****
في فيلم قصير اسمه لمبة نيون...ده اللينك بتاعو...بجد من احسن الأفلام القصيرة اللي شفتها...و في اغنية جميله جدا رومانسية و هاديه لمي وليد بطلة الفيلم اسمه بتبصلي كده ليه.....عجبني الفيلم ده جنب فيلم ايدين نظيفة و مربع داير ابقوا فكروني اكلمكم عنهم...
سلامو عيكو..
رامي سعيد